الأطفال والشباب والإجادة في أجازة الصيف (1ـ2)

الأطفال والشباب والإجادة في أجازة الصيف (1ـ2)

الأطفال والشباب والإجادة في أجازة الصيف (1ـ2)
علي مختار محفوظ
إذا بدأت الأجازة الصيفية احتار الكثير من الشباب والفتيات، بل والأطفال عن كيفية قضاء الوقت في الصيف، والكثير منهم ينتظر بشغف أشهر الصيف؛ ليروح عن نفسه، فالغالبية لا يصاب بالحيرة، بل قد يطالب بزيادة فترة الأجازة، وكثير منهم يكثر من السفر والخروج، ويقضي الوقت في اللعب والمرح، والتنزه في بعض المناطق السياحية، و رؤية بعض الآثار، أو زيارة بعض الأماكن الهادئة.
ويغفل الكثير من الشباب عن الاستثمار الأمثل لفترة أجازة الصيف، أو يتغافل عن البحث الجيد لكيفية قضاء هذا الوقت الطويل، والمطلوب البحث في كيفية إجادة استثمار وقت أجازة الصيف من الجميع.

ونبدأ اليوم بالأطفال، ثم في الحلقة القادمة نستكمل الموضوع مع الناس عموما، ومع الشباب والفتيات خصوصا.

الأطفال:
يختار الآباء غالبا لأبنائهم ما سيفعلونه في الأجازة الصيفية، وهذه المهمة تقع فعلا على عاتق أولياء الأمور، لسببين، الأول: استشعار المسؤولية والرعاية للأولاد، وتذكر قول الله تعالى Sad

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)(التحريم:6).
واستشعار حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتفق على صحته: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، ولأن الأطفال لا يفكرون في كيفية استثمار هذه الأوقات، إلا إذا وصل الابن لسن عشر سنوات مثلا، وقد يكون قادرا على وضع البرامج، والاختيار بينها للوصول لشغل وقت الفراغ الطويل في الصيف.

اللعب والإجادة
و قد عشنا في طفولتنا فترة الأجازة الطويلة في اللهو واللعب، وتعلم بعض المهارات المصاحبة للنزهة، أو المتعلقة بالمرح، أو إجادة اللعب، كتعلم فنون السباحة لمن يكثر من نزول البحر، أو يذهب لأحد النوادي ليتعلم السباحة في المسبح، وهذا مفتاح مهم من مفاتيح الاستفادة بالأجازة الصيفية في تعلم الفنون المتعلقة ببعض الألعاب، فيتم الاستفادة من اللهو والمرح، وفي الوقت نفسه يتم التأكيد على تعلم وإجادة فنون هذه اللعبة، وبعض الآباء يلحق أبناءه ببعض النوادي المتخصصة في بعض الألعاب، وبعضهم لا يهتم إلا بمجرد قضاء الوقت.

استشعار أهمية الوقت:
والأفكار كثيرة لمعرفة قضاء وقت الأجازة للأطفال، والأهم هو غرس مبدأ الاهتمام بالوقت، الذي هو عمرنا و هو أثمن شيء، مع التأمل في سبب قصر أعمار هذه الأمة عن عمر عن الأمم السابقة، و والتفكر في سرعة انقضاء الزمن مما يجعلنا ندرك أهمية الوقت، فيجب أن نستثمر كل لحظةٍ من لحظاتنا؛ وهو مطلب شرعي، ويجب أن نرسخ في نفوسنا أننا سنحاسب عليه لحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:" لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه." رواه أبو داود والترمذي وصححه،ولقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: " اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك"، رواه الحاكم والبيهقي، وغيرهما، وصححه عدد من العلماء منهم الألباني.

وغالبية الأولاد يرغب في قضاء وقت الصيف في اللعب، ولا يجمع بين اللعب والفوائد الأخرى، فإن قضينا غالبية الوقت في اللعب؛ فلا بد أن يكون اللعب مبرمجا أو جادا أو مفيدا، بحيث يكون الهدف منه واضحا، ويجمع بين المرح وقضاء الوقت وبين الإجادة.

ومن الأفكار المطروحة للاستفادة من الصيف للأطفال مع الإجادة:
1.تلقين الطفل خصوصا المميز(أي الصبي) القناعة بأهمية الاستفادة بوقت الأجازة، وأن يخرج منها بفوائد عديدة، وأن يتعلم أن يضع هدفا لنفسه، ويحاول تنفيذه، وينوي دائما نية طيبة، يكسب منها الأجر حتى ولو في أثناء اللعب، فكل عمل يعمله المسلم يمكن أن يأخذ عليه الأجر مادام بنية طيبة، وموافقا للشرع، فلو نوي الصبي أو الفتاة مع اللعب والترفيه أن يقوي جسمه ليتمكن من عبادة الله تعالى، "فالمؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمنالضعيف" رواه مسلم، ومادامت هذه الألعاب مشروعة؛ فليعلم الطفل أنه في طاعة، وأيضا يرفه عن نفسه.
2. تعليم الصغار الحرص على زيارة الأقارب، وتعليمهم صلة الأرحام، وتعريفهم بالأقارب، ومخالطتهم واللعب مع صغارهم، والتأكيد على أن هذا من مبادئ الدين الإسلامي، و ليس التأكيد فقط على المنافع الدنيوية، وإن كانت مشروعة ليشعر الطفل بالانتماء لعائلته، و ليحس بأهمية زيارة الأقارب.
3. الحرص على تنمية قدرات الطفل في بعض الهوايات التي يحبها، وهذا يفيده في إكسابه القدرة على التفوق في التخصص الذي سيختاره مستقبلا.
4. التعويد على حضور حلقات المساجد أو المراكز لتحفيظ القرآن الكريم مع التذكير بثواب ذلك، ومع تحديد أجزاء للانتهاء من حفظها أثناء الصيف، والتشجيع بجوائز مشوقة.
5. تشجيع الأولاد على حضور بعض الدروس أو المحاضرات، أو التدريب على الاستماع، ثم إعداد دروس بيتية أسريّة، يشاركُ فيها جميع أفراد العائلة، مع وضع جوائز تشجيعية لذلك.
6. عمل تطبيقات على الأمور التي تعلمناها أثناء العام الدراسي، ولم يجد الأبناء وقتا كافيا لتنفيذها، خصوصا التعود والتخلق بالأخلاق الفاضلة كالصبر والشجاعة، أو المواظبة على بعض السنن والنوافل، أو العبادات التي تحتاج لوقت كحضور الاعتكاف في المساجد، أو الاشتراك في رحلات خلوية، أو معسكرات وبرامج كشفية، أو تعلم بعض المهن أو المهارات التي تساعد الطفل على حل بعض المشكلات اليسيرة في المنزل، كتعلم بعض قواعد الكهرباء لتبديل لمبة محروقة، أو تنظيف المكنسة الكهربائية، أو المشاركة في بعض الأعمال المنزلية، والتعود على شراء بعض الاحتياجات من السوق.
7. تحديد كتاب واحد في ثلاثة علوم أو فنون يتم دراسته في الصيف، كتاب في السيرة النبوية مثلا، وآخر في تعلم مهارة منزلية، أو كتاب تاريخي يلقي الضوء على قضية تشغل بال المسلمين، كبعض الكتب المصورة عن فلسطين، أو أي بلد آخر، للتعرف على بلاد المسلمين، ومعايشة قضاياهم.
8. العمل على وجود مكتبة (كتب) في المنزل لتحضير هذه الدروس، وعدم الاكتفاء بالجلوس فقط على الحاسب(الكمبيوتر) لتحضير الدرس؛ لأن كثرة الجلوس على جهاز الحاسب له أضرار صحية كثيرة حتى لو كان الدخول إلى النت آمنا، ويؤدي للانعزال أحيانا وعدم مخالطة الناس، وأيضا عدم الجلوس طويلا أمام جهاز التلفاز فله أضرار أخرى كثيرة، حتى ولو كان التلفاز مبرمجا على المحطات الجيدة والمفيدة.
9. وينبغي تعويد الأطفال على كيفية اختيار الأصدقاء سواء أثناء اللعب أو الاشتراك في بعض الأنشطة المنوعة، مع التنبيه على وضع القواعد المنظمة لذلك، كترسيخ مبدأ مصاحبة الأخيار، والتعريف بهم، والبعد عن الأشرار، ومن يدعو لمعصية فيتعلم الطفل الارتباط بالشخص الذي يدعوني للخير، ويقف بجانبي وقت الشدة، ويشاركني في الأعمال التي تقربني من الله تعالى، كالمواظبة على فعل الخير، وأداء الصلوات في الجماعة، ومساعدة الفقير، أو معاونة المحتاج.

هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وإلى لقاء آخر بإذن الله تعالى.

منقول من موقع لها أون لاين

شكرا لك اختيار موفق ومناسب وقي وقته شكرا جزيلا لك

» مخاطر فصل الصيف
» خبــر عـاجل : تاجيــل مباره الاياب بين الاتحاد والشباب
» شوفوا الأطفال وهم رايحين المدرسة وهم راجعين منها