عزوز
عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 15/01/2010
| موضوع: اسبوع كاملا تحت الارض ولم يمت الجمعة يناير 15, 2010 5:00 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
يذكر أن رجلاً يسمى ابن جدعان
قال : خرجت فى فصل الربيع ، وإذابى أرى إبلى سماناً ، يكاد الحليب ينفجر من ضرعها ، وكلما اقترب الحَوار ( ابن الناقة ) من أمه درت عليه ، وانهال الحليب منها لكثرة الخير والبركة ،
فنظرت إلى ناقة من نياقى ابنها خلفها ،
وتذكرت جاراً لى له بنيات سبع فقير الحال ،
فقلت : والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدهالجارى ،
والله يقول والله لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ( آل عمران ) .
وأحب حلالى هذه الناقة .
يقول : فأخذتها وابنها وطرقت الباب على الجار ، وقلت له : خذها هدية منى لك .
فرأيت الفرح فى وجهه لايدرى ماذا يقول ، فكان يشرب من لبنها ، ويحتطب على ظهرها ، وينتظر وليدها يكبر ليبيعه ، وجاءه منها خير عظيم
فلما انتهى فصل الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه
تشققت الأرض وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء فى الدحول ( حفر فى الأرض توصل الى مجالس مائية ، أو أقبية مائية تحت الأرض ، وله فتحات فوق الأرض يعرفها البدو ) .
يقول : فدخلت فى هذا الدحل حتى أحضر الماء لنشرب وأولاده الثلاثة ينتظروه خارج الدحل ، فتاه تحت الأرض ، ولم يعرف الخروج ، وانتظر أبناؤه يوماً ويومين وثلاثة حتى يئسوا
وقالوا : لعل ثعباناً لدغه ومات ، أو لعله تاه تحت الأرض وهلك ، وكانوا ينتظرون هلاكه طمعاً فى تقسيم المال والحِلال ، فذهبوا إلى البيت وقسموا ،
وتذكروا أن أباهم قد أعطى ناقة لجارهم الفقير ،
فذهبوا إليه وقالوا له : أعِد الناقة خيراً لك ، وخذ هذا الجمل مكانها ، وإلا سنسحبها عنوة الآن ، ولن نعطيك شيئاً
قال: أشتكيكم إلى أبيكم .
قالوا : اشتكِ إليه ، فإنه قد مات .
قال : مات ؟ كيف مات ؟ وأين مات ؟ ولِمَ لم أعلم بذلك ؟
قالوا : دخل دحلاً فى الصحراء ولم يخرج .
قال : ناشدتكم الله اذهبوا بى إلى مكان الدحل ، ثم خذوا الناقة ، وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم .
فذهبوا به فلما رأى المكان الذى دخل فيه صاحبه الوفى ، ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شمعة ، ثم ربط نفسه خارج الدحل ، ونزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى أماكن فيها يحبو ، وأماكن فيها يزحف ، وأماكن يتدحرج فيها ، ويشم رائحة الرطوبة تقترب ، وإذا به يسمع أنين الرجل عند الماء ، فأخذ يزحف تجاه الأنين فى الظلام ويتلمس الأرض ، فوقعت يده على الطين ، ثم وقعت يده على الرجل .
فوضع يده على أنفاسه فإذا هو حىّ يتنفس ، فقام وجره وربط عينيه حتى لا تنبهر بضوء الشمس ، ثم أخرجه معه خارج الدحل ، ومرس له التمر وسقاه ، وحمله على ظهره ، وجاء به إلى داره ، ودبت الحياة فى الرجل من جديد ، وأولاده لا يعلمون .
فقال له : أخبرنى بالله عليك أسبوعاً كاملاً وأنت تحت الأرض ولم تمت .
قال : سأحدثك حديثاً عجباً
ما نزلت ضِعت ، وتشعَّبَت بى الطرق ، فقلت : آوى إلى الماء الذى وصلت إليه ، وأخذت أشرب منه ، ولكن الجوع لا يرحم ، فالماء لا يكفى يقول : وبعد ثلاثة أيام ، وقد أخذ الجوع منى كل مأخذ ، وبينما أنا مستلقى على قفاى ، قد أسلمت وفوضت أمرى إلى الله ، وإذا بى أحس بدفء اللبن يتدفق على فمى .
يقول : فاعتدلت فى جلستى ، وإذا بإناء فى الظلام لا أراه ، يقترب من فمى فأشرب حتى أرتوى ، ثم يذهب ، فأخذ يأتينى ثلاث مرات فى اليوم . ولكنه منذ يومين انقطع ، ولا أدرى ما سبب انقطاعه يقول : فقلت له : لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت ، ظن أولادك أنك مت ، وجاءوا إلىَّ وسحبوا الناقة التى كان الله يسقيك منها ، والمسلم فى ظل صدقته اتمنى ان يحوز الموضوع إعجابكم بإذن الله...............
| |
|
صالح الجدعاني المدير العام
عدد المساهمات : 3685 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 58 الموقع : جدة
| |