هذه الأبيات من إحدى روائع الشعر الجاهلي للشاعر زهير ابن أبي سلمى.
الأبيات مأخوذة من معلقته الشهيرة وفيها من الحكمة الكثير.فقد كان زهير حكيما في شعره،
وروي أنه كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة، ثم يعرضها على خواصه ،ثم
يذيعها ولذلك كانت تسمى قصائده حوليات.
سئمت تكاليف الحيـاة ومـن يعـشثمانيـن حـولا لا أبـا لـك يسـأم
وأعلم مافي اليوم وال أمس وما قبلهولكننـي عـن علـم مـا غـد عـم
رأيت المنايا خبط عشواءمن تصـبتمته ومـن تخطـىء يعمـر فيهـرم
ومن ام يصانـع فـي أمـور كثيـرةيضـرس بأنيـاب ويوطـأ بمنـسـم
ومن يجعل المعروف من دون عرضهيفـره ومـن لايتـق الشتـم يشتـم
ومن يك ذا فضـل فيبخـل بفضلـهعلى قومـه يستغنـى عنـه ويذمـم
ومن يوف لا يذمم ومـن يهـد قلبـهإلـى مطمئـن البـر لا يتجمـجـم
ومن هـاب أسبـاب المنايـا ينلنـهوإن يـرق أسبـاب السمـاء بسلـم
ومن يجعل المعروف في غير أهلـهيكـن حمـده ذمـا عليـه ويـنـدم
ومن يعص أطـراف الزجـاج فإنـهيطيع العوالـي ركبـت كـل لهـذم
ومن لم يذد عـن حوضـه بسلاحـهيهدم ومـن لا يظلـم النـاس يظلـم
ومن يغترب يحسب عـدوا صديقـهومـن لا يكـرم نفسـه لا يـكـرم
ومهما تكن عندامـرىء مـن خليقـةوإن خالها تخفى على النـاس تعلـم
وكائن تـرى صامـت لـك معجـبزيادتـه أونقصـه فــي التكـلـم
لسان الفتى نصـف ونصـف فـؤادهفلم يبـق إلا صـورة اللحـم والـدم
وإن سفـاه الشيـخ لا حلـم بـعـدهوإن الفتـى بعـد السفاهـة يحـلـم
سألنـا فأعطيتـم وعـدنـا وعـدتـمومـن أكثـر التسـآل يومـا يحـرم