زهير القرني المشرف العـام
عدد المساهمات : 488 تاريخ التسجيل : 10/01/2010 الموقع : جدهـ
| موضوع: صلة الرحم الثلاثاء يناير 12, 2010 11:27 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
صلة الرحم في الإسلام :-
حارب الإسلام مند بدايته العصبية القبلية التي تناقض الحق ونهى عنها، كما حض في نفس الوقت على صلة الرحم والتواصل، وجعل حب الرجل لقومه على الحق من الدين كما جعل من جميع المسلمين إخوة في الدين، وأن أفضلهم عند الله أتقاهم وليس أنبلهم, يقول جل وعلا ( إنما المؤمنون إخوة ) وقال تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) بيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يلغ مراتب الشرف القبليه إلغاء تاما، وإنما جعلها منوطة بحسن الإيمان وقوة العقيدة، فحين سأله قوم عن أكرم العرب، كان جوابه صلى الله عليه وسلم : خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا . وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحبوا العرب لثلاث : لأنني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : { تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبةٌ في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأجل ، مرضاة للرب } وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : { تعلموا أنسابكم تعرفوا بها أصولكم ، فتصلوا بها أرحامكم } وقيل : لو لم يكن لكم من معرفة الأنساب إلا اعتزازها من صولة الأعداء، وتنازع الأكفاء لكان تعلمها من أحزم الرأي، وأفضل الثواب، ألا ترى إلى قول قوم شعيب عليه السلام، حيث قالوا : { ولولا رهطك لرجمناك } فأبقوا عليه لرهطه . ومن كلام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : { أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، فإنك بهم تصول ، وبهم تطول، وهم العدة عند الشدة، أكرم كريمهم ، وعد سقيمهم، وأشركهم في أمورك، ويسر عن معسرهم } وكان يقال إذا كان لك قريب فلم تمش إليه برجلك، ولم تعطه من مالك فقد قطعته . ويقال : حق الأقارب إعظام الأصغر للأكبر، وحنو الأكبر على الأصغر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { حق كبير الأخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده } ويحث عمر رضي الله عنه المسلمين على تعلم الأنساب لما له من أثر في صلة الأرحام وزيادة المحبة فيقول : " تعلموا أنسابكم تصلوا بها أرحامكم، ولا تكونوا كنبط السواد إذا سئل أحدكم من أنت ؟ قال من قرية كذا، فوالله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء لو يعلم الذي بينه وبينه من دخله – يعني باطن الآمر – الرحم لردعه ذلك عن انتهاكه . فالأنساب إنما هي أمانة، ونتيجتها المرجوة ، هي صلة الرحم والتواصل وهو ما دعا إليه ديننا الحنيف، دين السماحة والحب والإخاء . فلا أحد يدعي نسبا ليس له به صله، ولا ينكر أصلا ليس له عنه غنى، فالأصل يعني الأب والجد ومن يلتقي به فيهما، وهو ما يوصل به الرحم . | |
|