أخوانى وأخواتى
هذا حال المصطفى صلى الله عليه وسلم والتابعين فكيف حالنا نحن
يقول البراء بن عازب رضي الله عنه : بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أبصر جماعة ، فقال :
( علامَ اجتمع هؤلاء ؟ )
قيل : على قبر يحفرونه ، قال : ففزع النبي صلى الله عليه وسلم وقام من بين يدي أصحابه مسرعاً حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه ..
قال البراء : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع ..
قال فبكى حتى بلَّ الثرى من دموعه ..
ثم أقبل علينا فقال :
( أي أخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا )..
( لمثل هذا اليوم فأعدوا).
فهذا أويس القرني رحمه الله يخاطب أهل الكوفة قائلاً :
يا أهل الكوفة..
توسدوا الموت إذا نمتم ..
واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم .
عباد الله ..
إنَّ في ذكر الموت أعظم الأثر في ..
إيقاظ النفوس ..
وانتشالها من غفلتها ..
فكان الموت أعظم المواعظ ..
قيل لبعض الزهَّاد :
ما أبلغ العظات ؟ ..
قال : النظر إلى محلة الأموات ..
يقول اللبيدي : رأيت أبا اسحاق في حياته يُخرج ورقة يقرؤها دائماً ..
فلما مات نظرت في الورقة فإذا مكتوب فيها :
أحسن عملك فقد دنا أجلك ..
أحسن عملك فقد دنا أجلك ..
قال عمر بن عبد العزيز لبعض العلماء : عظني ..
فقال :
لست أول خليفة تموت ..
قال : زدني ..
قال :
ليس من آبائك أحد إلى آدم إلا ذاق الموت ..
وسيأتي دورك يا عمر ..
وسيأتي دورك يا عمر ..
فبكى عمر وخرَّ مغشياً عليه