صالح الجدعاني المدير العام
عدد المساهمات : 3685 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 58 الموقع : جدة
| موضوع: الشووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووق الحق قبل الحذف الجمعة مارس 12, 2010 11:39 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الله عز وجلَّ:
( من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت ).
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان الأهوازي ، قال: أخبرنا أحمد بن عبيد البصري قال: أخبرنا ابن أبي قماش قال: أخبرنا إسماعيل بن زرارة ، عن حماد ابن يزيد ، قال: أخبرنا عطاء بن السائب ، عن أبيه ، قال:
صلى بنا عمار بن ياسر صلاة ، فأوجز فيها ، فقلت:
ففت أبا اليقظان...!
فقال:
وما عليّ من ذلك ، ولقد دعوت الله بدعوات سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قام تبعه رجل من القوم فسأله عن الدعوات ، فقال:
" اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق أحبني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني ما علمت الوفاة خيراً لي. اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب ، وأسألك القصد في الغنى والفقر ، وأسألك نعيماً لا ينفد ، وقرّة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضا بعد القضاء ، وبرَد العيش بعد الموت ، واسألك النظر إلى وجهك الكريم ، وشوقاً إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنةُ مُضلة. اللهم زينا بزينة الإيمان ، اللهم اجعلنا هداة مهتدين ".
قال الأستاذ الشوق:
اهتياج القلوب إلى لقاء المحبوب ، وعلى قدر المحبة يكون الشوق.
سمعت الأستاذ أبا عليّ الدقاق يفرق بين الشوق والإشتياق ، ويقول:
الشوق:
يسكن باللقاء والرؤيةِ.
والإشتياقُ:
لا يزول باللقاء.
وفي معناه أنشدوا:
ما يرجع الطرف عنه عند رؤيته ***** حتى يعود إليه الطرفُ مشتـاقً
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت النصراباذي يقول:
للخلق كلهم مقامُ الشوق ، وليس لهم مقام الإشتياق ، ومن دخل في حال الإشتياق هام فيه حتى لا يُرى له أثر ولا قرار.
وقال أبو عثمان:
علامة الشوق:
حب الموت مع الراحة.
وقال يحيى بن معاذ:
علامة الشوق:
فطام الجوارح عن الشهوات.
سمعت الأستاذ أبا عليِّ الدقاق يقول:
خرج داود عليه السلام يوماً إلى بعض الصحارى منفرداً ، فأوحى الله تعالى إليه:
مالي أراك يا داود وحدانياً ؟
فقال:
يا إلهي ، استأثر الشوق إلى لقائك على قلبي فحال بيني وبين صحبة الخلق.
فأوحى الله تعالى إليه:
أرجع إليهم ، فإنك إن أتيتني بعبد آبق أثبتُك في اللوح المحفوظ جهبذاً.
وسئل ابن عطاء عن الشوق فقال:
أحتراق الأحشاء وتلهب القلوب وتقطع الأكباد.
وسئل أيضاً عن الشوق ، فقيل له:
الشوق أعلى أم المحبة ؟
فقال:
المحبة ، لأن الشوق منها يتولد.
وقال بعضهم:
الشوق لهيب ينشأ بين أثناء الحشى ، يسنح عن الفرقة ، فإذا وقع اللقاء طفىء ، وإذا كان الغالب على الأسرار مشاهدة المحبوب لم يطرقها الشوق.
وقيل لبعضهم:
هل تشتقا ؟
فقال:
لا ، إنما الشوق إلى غائب ، وهو حاضر.
سمعت الأستاذ أبي علي الدقاق يقول: في قوله عزَّ وجلَّ:
( وعجلت إليك ربِّ لترضي ).
قال: معناه:
شوقاً إليك ، فستره بلفظ الرضا.
وسمعته رحمه الله تعالى يقول: من علامات الشوق:
تمنى الموت على بساط العوافي ، كيوسف عليه السلام لمَّا ألقى في الجب لم يقل توفي ، ولما أدخل السجن لم يقل توفني ، ولما دخل عليه أبواه وخرَّ له الإخوةُ سُجداً وتم له الملك والنعم قال:
توفني مسلماً.
وفي معناه أنشدوا:
من سرَّه العيد الـجـيد ***** فقد عدمت به السرورا
كان السرور يتـمُّ لـي ***** لو كان أحبابي حضورا
وقال ابن خفيف:
الشوق:
ارتياح القلوب بالوجد ، ومحبة اللقاء بالقرب.
وقال أبويزيد:
إن لله عباداً لو حجبهم في الجنة عن رؤيته لإ ستغاثوا من الجنة كما يستغيث أهل النار من النار.
أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي قال:
وقال فارس:
قلوب المشتاقين منورة بنور الله تعالى ، فإذا تحرك اشتياقهم أضاء النور ما بين السماء والأرض ، فيعرضهم الله على الملائكة فيقول:
عزلاً المشتاقون إلىَّ ..... أشهدكم أني إليهم أشوق.
وقيل:
شوق أهل القرب أتم من شوق المحجوبين.
ولهذا قيل:
وأبرح ما يكون الشوق يوماً ***** إذا دنتِ الخيامُ من الخـيام
وقال أبو عثمان الحيري في قوله تعالى:
( فإن أجل الله لآت ).
هذا تعزية المشتاقين ، معناه:
أني أعلم أن اشتياقكم إلى غالب ، وأنا أجلت للقائكم أجلاً ، وعن قريب يكون وصولكم إلى من تشتاقون إليه.
وقيل: أوحى الله عزَّ وجلَّ إلى داود عليه السلام:
لو يعلم المدبرون عنى كيف انتظاري لهم ، ورفقي بهم ، وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقاً إليّ ، وانقطعت أوصالهم من محبتي ، ياداود هذه برادتي للمدبرين عني ، فبكيف إرادتي للمقبلين إليّ ؟
وقيل:
من اشتاق إلى الله اشتاق إليه كل شيء.
وفي الخبر:
اشتاقت الجنة إلى ثلاثة: علي ، وعمار ، وسلمان.
سمعت محمد بن عبد الله الصوفي يقول: سمعت محمد بن فرحان يقول: سمعت الجنيد ، وقد سئل:
من أي شيء يكون بكاء المحب إذا لقي المحبوب ؟
فقال:
إنما يكون ذلك سروراً به ، ووجداً من شدة الشوق إليه.
****************************
منقول بتصرف :
| |
|